تلك المدينة ترفض أن تغادر تفاصيلي ، وكأنها عندما ولدت أشتعلت قصة عشقنا ، وكأنني عندما تعلمت الكتابة كتبت أسمها بماء الورد على لحمي ،وكأنني عندما أحببت رأيت جوهر العفة في صمتها .
وكأنني وكأنني حين غادرت قتلت ، وأنفرطت في شوارع المنفى الكئيب خطاي ، لاسماء بغيومها العابرة تسافر بي ، ولابلاد حملت الناس جميعا ولم تقدر على حمل خطاي . تلك المدينة التي تنزف دمي ، وتصرخ من قعر حنجرتي ، وتتشبث بجدران قلبي . أبت التناسي والنسيان ، أبت الموت والأستسلام ، أبت التعري في جامعة الدول العربية والجميع من حولها يفاخر بالتعري الفكري والأخلاقي والديني .
تلك هي حلب …..
فعندما ينام البوليس بجانب أمراة ويسفكون حيائها بعد أن أعدموا زوجها ومزقت الطائرات أجساد أبناءها وهم يصنعون بأناملهم الصغيرة عقدا من الياسمين ليطوقوا به عنق والدتهم . فلاتصفقوا وتتهمونها بالبغاء !! فأنتم من شاركتم الجاني بالأغتصاب ،
وأنتم من أطفئتم الضوء ، وأنتم من جهزتم السرير للجريمة الكبرى .
هكذا نحن دائما نتأبط الخوف ونخترع الهزيمة ونتجرع كؤوس الذل والهوان وشغلنا الشاغل أن نحيا كيفما أرادوا لنا دون أي حراك أو ردة فعل نعبر من خلاله عن أنسانيتنا . وكأن ذاك المثل الجاهلي فصل على مقاس أفعالنا ( أسمع جعجعة ولاأرى طحنا )
السلام على أمة رددت الشعارات قبل سورة الفاتحة ، وتهافتت إلى صناديق الأقتراع قبل المشاركة بالمظاهرة ، وحولت الربيع العربي إلى شتاء قارس بالخداع والمؤامرة ..